بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني اخواتي في الله . . . انقل لكم هذا الموضوع
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عند صيام 6 من شوال اتمنى منكم قراءة الموضوع بكاملة لوضوح الفكرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فضل صيام 6 من شوال
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ:
ما فضل صيام الست من شوال؟ وهل هو عام للرجال والنساء؟ وهل يحصل الفضل بصيامها متتابعة فقط؟
يجيب الشيخ ابن عثيمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صيام ستة أيام من شوال بعد صيام رمضان كصيام الدهر، وهو عام للرجال والنساء، وسواء صامها متتابعة أم متفرقة.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ:
هل هناك أفضلية لصيام ست من شوال؟ وهل تصام متفرقة أم متوالية؟فأجاب فضيلته بقوله: نعم، هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال،
كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر ".
يعني كصيام سنة كاملة.
وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستًّا من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب، سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل. وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان ثم أتبعه..." والذي عليه قضاء من رمضان يقال: صام بعض رمضان. ولا يقال: صام رمضان.
ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل؛ لما فيه من المبادرة إلى الخير، وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصوم.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ:
هل يحصل ثواب الست من شوال لمن عليه قضاء من رمضان قبل أن يصوم القضاء؟
فأجاب فضيلته بقوله: صيام ستة أيام من شوال لا يحصل ثوابها إلا إذا كان الإنسان قد استكمل صيام شهر رمضان، فمن عليه قضاء من رمضان فإنه لا يصوم ستة أيام من شوال إلا بعد قضاء رمضان، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال..." وعلى هذا نقول لمن عليه قضاء: صم القضاء أولاً، ثم صم ستة أيام من شوال، فإن انتهى شوال قبل أن يصوم الأيام الستة لم يحصل له أجرها إلا أن يكون التأخير لعذر، وإذا اتفق أن يكون صيام هذه الأيام الستة في يوم الاثنين أو الخميس، فإنه يحصل على الأجرين بنية أجر الأيام الستة وبنية أجر يوم الاثنين والخميس لقوله صلى الله عليه وسلم:
" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى".
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ:
إذا كان على المرأة دين من رمضان فهل يجوز أن تقدم الست على الدين أم الدين على الست؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا كان على المرأة قضاء من رمضان فإنها لا تصوم الستة أيام من شوال إلا بعد القضاء، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال " ومن عليها قضاء من رمضان لم تكن صامت رمضان فلا يحصل لها ثواب الأيام الست إلا بعد أن تنتهي من القضاء، فلو فرض أن القضاء استوعب جميع شوال، مثل أن تكون امرأة نفساء ولم تصم يوماً من رمضان، ثم شرعت في قضاء الصوم في شوال ولم تنته إلا بعد دخول شهر ذي القعدة فإنها تصوم الأيام الستة، ويكون لها أجر من صامها في شوال، لأن تأخيرها هنا للضرورة وهو متعذر، فصار لها الأجر.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ:
ما رأيكم فيمن يصوم ستة أيام من شوال وعليه قضاء؟
فأجاب فضيلته بقوله: الجواب على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر "
، وإذا كان على الإنسان قضاء وصام الست قبل أن يصوم القضاء فهل يقال: إنه صام رمضان، وأتبعه بست من شوال؟ لا، ما صام رمضان إذ لا يقال صام رمضان إلا إذا أكمله، وعلى هذا فلا يثبت أجر صيام ستة من شوال لمن صامها وعليه قضاء من رمضان إلا إذا قضى رمضان ثم صامها.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: يقول كثير من الناس:
صيام ست من شوال لابد أن يكون من ثاني العيد وإلا لا فائدة إذا لم ترتب من ثاني العيد ومتتابعة، أفيدونا؟
فأجاب فضيلته بقوله: ستة الأيام من شوال لا بأس أن تكون من ثاني العيد، أو من آخر الشهر، وسواء كانت متتابعة أو متفرقة، إنما المهم أن تكون بعد انتهاء الصيام، فإذا كان على الإنسان قضاء فإنه يقدمه على الستة أيام من شوال.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ:
ما هو الأفضل في صيام ستة أيام من شوال؟
فأجاب فضيلته بقوله: الأفضل أن يكون صيام ستة أيام من شوال بعد العيد مباشرة، وأن تكون متتابعة كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأن ذلك أبلغ في تحقيق الاتباع الذي جاء في الحديث " ثم أتبعه "، ولأن ذلك من السبق إلى الخير الذي جاءت النصوص بالترغيب فيه والثناء على فاعله، ولأن ذلك من الحزم الذي هو من كمال العبد، فإن الفرص لا ينبغي أن تفوّت، لأن المرء لا يدري ما يعرض له في ثاني الحال وآخر الأمر. وهذا أعني المبادرة بالفعل وانتهاز الفرص ينبغي أن يسير العبد عليه في جميع أموره متى تبين الصواب فيها.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ:
هل يجوز للإنسان أن يختار صيام ستة أيام من شهر شوال أم أن هذه الأيام لها وقت معلوم؟ وهل إذا صام المسلم هذه الأيام تصبح فرضاً عليه ويجب عليه صيامها كل عام؟
فأجاب فضيلته بقوله: ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر "
أخرجه مسلم في صحيحه، وهذه الست ليس لها أيام محدودة معينة من شوال، بل يختارها المؤمن من جميع الشهر، إن شاء صامها في أوله، وإن شاء صامها في أثنائه، وإن شاء صامها في آخره، وإن شاء فرقها، الأمر واسع بحمد الله، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل من باب المسارعة إلى الخير، ولكن ليس في هذا ضيق بحمد الله، بل الأمر فيها واسع إن شاء تابع، وإن شاء فرق. ثم إذا صامها بعض السنين وتركها بعض السنين فلا بأس، لأنها تطوع وليست فريضة.
*من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى تتعلق بالست من شوال
-----------------------------------
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان؟
الجواب:
( قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست، وغيرها من صيام النفل، لقول النبي :
{ من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر }.
[خرجه مسلم في صحيحه].
ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعد رمضان، ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام ).
[مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز:5/273].
**************
وسئلت اللجنةالدائمة للإفتاء:
هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة، أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا؟الجواب:
( لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما تيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة ).
[فتاوى اللجنة الدائمة: 10/391 فتوى رقم: 3475].
*********************
وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
بدأت في صيام الست من شوال، ولكنني لم أستطع إكمالها بسبب بعض الظروف والأعمال، حيث بقي عليّ منها يومان، فماذا أعمل يا سماحة الشيخ، هل أقضيها وهل عليّ إثم في ذلك؟
الجواب:
( صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما صمت منها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذراً شرعياً، لقول النبي :
" إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً "
رواه البخاري في صحيحه ، وليس عليك قضاء لما تركت منها. والله الموفق )
{ مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: 5/270}
******************
أخي المسلم أختى المسلمه
تلك بعض الفتاوى التي تتعلق بصيام الست من شوال، فعلى المسلم أن يستزيد من الأعمال الصالحة، التي تقربه من الله تعالى، والتي ينال بها العبد رضا الله تعالى
فوائد صيام سته من شوال بعد رمضان
في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائدعديدة، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال
وإليكم هذه الفوائد أسوقها إليكم من كلام :
الحافظ ابن رجب " رحمه الله "
إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله
إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض
من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل،
فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده
قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء:
(وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين.. )
كما قال بعضهم:
ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها،
كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى،
كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها
إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له:
أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟
فيقول " صلى الله عليه وسلم " :
{ أفلا أكون عبداً شكورا }
وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال:
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
[البقرة:185]
فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه،
ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك
كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً،
ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام
وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول:
لا تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق والإعانة عليه
كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بإنقضاء رمضان بل هي
باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً..
كان النبي عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -:
هل كان النبي يخص يوماً من الأيام؟ فقالت:
لا كان عمله ديمة
وقالت:
كان النبي " صلى الله عليه وسلم " لا يزيد في رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة،
وقد كان النبي " صلى الله عليه وسلم " يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال،
فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه
أخى المسلم وأختى المسلمه
ليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي !
بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره..
قيل لبشر الحافي رحمه الله: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقال:
(بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
(فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده،
فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً)
آخر دعونا ان
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِّم
منقول