مالديني: سأودع الميلان كلاعب في السان سيرو تاركا ً خلفي الكثير

باولو مالديني الرجل الذي سجل إسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الميلان وكرة القدم الاوروبية والعالمية تحدث مطولا ً مع قناة 'Sky' التي أجرت لقاء ً مع قائد و اسطورة الميلان باولو مالديني في برنامج 'I signori del calcio'.

● لنتحدث أولاً عن صفقة عودة شيفا إلى الميلان؟!
مالديني: " إنها أحد الصفقات الأكثر ملاءمة بكل تأكيد. "

● ما رأيك بعودة شيفا إلى الميلان؟!
مالديني: " أعتقد بأنه أراد ذلك بكل قوته. شيفا قام بما يستطيعه، تحدث بوضوح، وقال بأنه يرغب في العودة مهما كلفه ذلك. من وجهة نظري هذا انتصار له. "

● هل كنت تتوقع بأن تكون اسطورة في كرة القدم؟!
مالديني: " كنت أتمنى أن انجح يوماً في السيريا A، ثم جميع ما حدث بعد ذلك قد تجاوز توقعاتي. "

● هل تفضل اللعب في مركز قلب الدفاع أم مركز الظهير؟!
مالديني: " هذا يتوقف على الفترة الزمنية من مهنتي. عندما كنت في حالة ممتازة بدنياً فضلت اللعب كظهير. لكن الآن المركز الذي يناسبني تماماً هو قلب دفاع. "

● ما الذي تحتاجه لتكون مدافع ممتاز؟!
مالديني: " عليك أن تكون دائماً حذر، وأن تملك بنية بدنية قوية، تساعدك على مواجهة المهاجمين الذين سيحاولون تجاوزك. أيضاً يجب أن تلعب بمهارة. "

● في طفولتك، من كان مثلك الأعلى؟!
مالديني: " أحببت اليوفنتوس كثيراً في ذلك الوقت. بالتحديد تشكيلة إيطاليا التي شاركت في كأس العالم عام 78. باولو روسي، كابريني و بيتيجا كانوا اللاعبين الذين فضلتهم أكثر. "

● سيلفيو برلسكوني، الرئيس الـ21 للميلان: ما الذي تغير عند وصولة؟!
مالديني: " أهداف الفريق تغيرت. كنا فريق جيد ينافس على التأهل لكأس الإتحاد. لكن مع برلسكوني الأهداف أصبحت أكبر: قال لنا بأننا يمكن أن نصبح الفريق الأقوى في العالم، وقام بعمل استثمارات هامة واشترى العديد من اللاعبين. أعتقد بأنه تمكن من تغيير عقلية النادي و كرة القدم أيضاً. "

● ما أهم هدف سجلته؟!
مالديني: " لا أعرف، ربما هدفي في نهائي دوري الأبطال أمام ليفربول، حتى مع خسارتنا بركلات الترجيح. "

● كرة القدم متعة، كمال قال ليدهولم. أم وظيفة كما قال ساكي؟!
مالديني: " بالنسبة لي هي متعة، لا أستطيع اعتبار كرة القدم كالوظيفة. لو كانت كذلك، لتوقفت عن اللعب بعد مضي سنوات قليلة. كرة القدم ممتعة لكنها تُلعب بجدية، وفي الحقيقة أنا لا أزال استمتع بها كما كنت سابقاً. "

● مع الأتزوري أصبحت أكثر لاعب مثل المنتخب (128 مباراة)، وسجلت 7 أهداف وحققت إنجازات أخرى غيرها: هل لديك شيء تأسف عليه؟!
مالديني: " افتقتدت إلى الفوز، لكن ربما لم تكن تلك اللحظة المناسبة لذلك. حظينا بالعديد من الفرص، لكن جميعها شهد هزيمتنا تقريباً. "

● في 2002، بعد كأس العالم. قررت الإعتزال دولياً.
مالديني: " لم أتخذ ذلك القرار بعد نهائيات كأس العالم، بل قبل ذلك بكثير. أخبرت المدرب و جميع من حولي بهذا القرار. بالإضافة إلى أني كنت أبلغ الـ34 عاماً. وبعد 15 سنة مع المنتخب بات من الضروري أن احظي ببعض الراحة. "

● ما نوع العلاقة التي كانت لديك مع كابيللو؟!
مالديني: " علاقة مبنية على الصراحة والإحترام المتبادل. فزنا بالدوري عدة مرات، ودوري الأبطال أيضاً. لقد كان الميلان لا يُقهر في ذلك الوقت. لازلنا نملك سجل الفوز المتتالي دون هزيمة، أعتقد بأنها 58. لكننا خسرنا نهائيين من 3 في دوري الأبطال و كأس العالم للأندية في طوكيو. "

● صداقتك مع فييري كانت نتيجة الاصطدام الذي كلفك إصابة في حاجز الأنف؟!
مالديني: " لا، كانت قبل هذا لأننا زملاء في المنتخب الوطني. كان يلعب في الانتر ونحن نعيش في ميلانو. ما قام به لم يكن يريده، وعندما كنت في غرفة الطوارئ كان في الخارج ينتظرني، وكان يعتذر. "

● في الميلان أصبحت القائد بعد فرانكو باريزي.
مالديني: " الغريب في الأمر هو أنني أصبحت قائد للمنتخب الإيطالي قبل أن أكون كذلك في الميلان. لكني رحبت بهذا، أحب أن يكون لدي المزيد من المسؤوليات. كنت سأكمل الـ30 عاماً، وبالتالي شعرت بأني مستعد لتحمل هذه المسؤولية. "

● مع عودة شيفا وبورييللو، ومجيء رونالدينيو، هل تعتقد أن بوسعك التحدث عن ميلان بطريقة مختلفة ؟!
مالديني: " لا أعتقد أن نجم الميلان انطفأ: هناك سنوات جيدة وسنوات سيئة ولكننا وحتى اليوم أصحاب لقب أبطال العالم. من الضروري استغلال الفرص، خصوصا ً عندما يتعلق الأمر باللاعبين المهمين بعد أن أصبحت المنافسة للفرق الإيطالية مع نظيراتها الإنجليزية والأسبانية أمر صعب. "
● على مر السنين، من هو أكثر مهاجم تسبب لك في الصعوبات؟!
مالديني: " أعتقد بأنه مارادونا. حتى رونالدو في سنواته الاولى مع الإنتر، كان ظاهرة حقيقة. "

● عصر أنشلوتي بدأ في 2002/2003: من أين وجدت لنفسك الحوافز في تلك الفترة ؟!
مالديني: " من جمالية اللعبة، العاطفة الكبيرة التي أكنها لهذه الرياضة. في سن الـ 35 قدمت أفضل موسم لي على الإطلاق، شعرت بأنني كالشاب، وربما يعود هذا إلى حقيقة أنني تركت المنتخب الوطني، كانت إرتباطاتي أقل وفرصي بالتدرب أكثر، وهذا ما ساعدني. "

● في دوري الأبطال، تغلبتم على الإنتر مرتين، في مباراة الذهاب و الإياب.
مالديني: " كانت 6 أيام عصيبة حقاً، اضعفت جميع قوانا، لكن لحسن الحظ انهت بفوزنا. ليس من الجميل أن تلعب مباراة بهذه الأهمية امام الفريق الآخر لمدينتك. "

● ما هي أكثر ذكريات الديربي عاطفة بالنسبة لك؟!
مالديني: " في دوري الأبطال كانت العاطفة أشد كثافة، كنت أفكر به طوال 6 أيام. "

● 28 مايو 2003، اليوفنتوس - ميلان: كان الانتصار الأجمل؟!
مالديني: " الأجمل من بين كل تلك الامور الجميلة. كانت تلك بعد 9 سنوات لم نفز من خلالها بالكأس، كانت لدينا رغبة كبيرة بالوصول إلى قمة اوروبا. وكان ذلك صعبا ً حقا ً. "

● إسطنبول: كانت أقسى الخسارات وأكثرها إيلاما ً ؟!
مالديني: " نعم، لأنها لم تكن مستحقة. كانت خسارة مذلة لأننا في يوم عادي لم نكن لنخسر هكذا. في كل مرة، بعد كل خسارة، عندما تستمع إلى الرأي العام يتغير كل شيء. نحن متمسكين جدا ً باصولنا وجذورنا ولهذا السبب نحن النادي الأكثر فوزا ً بالألقاب خلال السنوات الأخيرة. "

● عام 2003 كنت من بين المرشحين لنيل الكرة الذهبية وانتهيت في المركز الثالث، تماما ً مثل عام 1994، ولكن الجميع اعتقد أنك الأجدر بالفوز بها. كيف جرى ذلك؟!
مالديني: " انتهيت بالمركز الثالث، ما الذي علي قوله أكثر من هذا. أنا لا أربط أبدا ً الفوز بالكرة الذهبية بالفوز بالنهائي، لن أفعل هذا أبدا ً، أبدا ً، لأنني عندما ألعب فإنني ألعب من أجل أن أفوز بشيء للفريق، وليس من أجل الفوز بإحدى الجوائز الشخصية. "

● على مر السنوات ألم تفكر في تغيير فريقك ولم تتلقى أي عرض جعلك تفكر بنفسك عن احتمالية حدوثه؟!
مالديني: " لا، دائما ً ما حصرت تفكيري ضمن 3 مكونات: رغبتي، رغبة النادي ورغبة المدرب. وهذه الامور الثلاثة لم أفتقر إليها أبدا ً طوال مسيرتي الكروية مع الميلان. "

● ما الذي تريد أن تستمر في تقديمه مع الفريق قبل الوداع؟!
مالديني: " أريد أن ألعب بنفس استمرارية الموسم الماضي، أريد أن أنجح في الفوز ببطولة الدوري وأن أمتع نفسي. ولكي أمتع نفسي، فيجب أن تكون هذه سنة إيجابية. ولكن من الجانب الآخر لكل شيء، أنا لا أمتلك أي نوع من الندم، حتى على أي لقب من المفترض أن يصل هذه السنة. "

● في مقابلة سابقة قلت بأنك في المستقبل تريد أن تظهر انتماءك للنادي. تحدث لنا عن هذا الموضوع؟!
مالديني: " في ما يتعلق بالمستقبل هناك علامة استفهام كبيرة، لأنني سأتخذ دورا ً مختلفا ً، ولن أكون لاعب كرة قدم بعد ذلك الحين. لا أعتقد أن كل لاعب كرة قدم كبير يجب أن يكون إداري كبير. أنا منفتح على أي عرض وأيضا ً منفتح إلى تغيير عملي تماما ً. سنرى ما الذي يخبئه المستقبل لي. "

● هل فكرت في نفسك يوما ً ما وتخيلت كيف سيبدو عندما تدخل السان سيرو لآخر مرة كلاعب كرة قدم؟!
مالديني: " أنا كنت قريب جدا ً من هذا لأن تجديد العقد لم يكن اوتوماتيكيا ً بالدرجة التي يعتقدها الجميع. الوداع بالتأكيد سيكون هذا العام حيث أحلم أن ألعب آخر مبارياتي مع الميلان وربما في الدوري هنا بالسان سيرو، ألعب مباراة مهمة أو ربما أحتفل بانتصار. ولكن مباراتي الأخيرة أراها مباراة ً رسمية وليست مباراة اعتزال. "

● في يونيو سوف تعتزل: هل من الممكن أن تغير رأيك؟!
مالديني: " لا، على الإطلاق لا. "

● وما الذي ستتركه خلفك؟!
مالديني: " الكثير من الألقاب، الاحترام للنادي، للاعبي كرة القدم، للأشخاص العاملين هنا الذين أعتبرهم أفرادا ً من عائلتي لأنني قضيت الـ 25 سنة الماضية ما بين بيتي إلى مقري الميلانيللو. "

● ما الذي ستفكر به في آخر دقائق مباراتك الأخيرة ؟!
مالديني: " سأفكر بأنها الآن أصبحت مغامرة طويلة، بدأت عندما كنت صغيرا ً وانتهت - من منطلق كرة القدم - وأنا عجوز، لأن الاعتزال في سن الـ 40 هو حقا ً استثنائي وغير معقول. سأفكر بحظي الكبير الذي جعلني أجد كل شي في مدينتي، في النادي الخاص بي، حيث كان نادي والدي من قبلي الذي رفع مثلي كأس دوري الأبطال، حيث يلعب أبنائي هنا مع شباب النادي، سأفكر بأنني كنت رجلا ً محظوظا ً جدا ً بكل هذا. "

يعطيك الف عافية اخي الكريم