مناحي ملازم جــو
عدد الرسائل : 64 العمر : 44 الموقع : هنـــــاك في السمــاء غير متواجد المزاج : مش عادي البلد : احترام قوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 24/08/2009
| موضوع: موسيقى انت عمري .. وخصر شـاكيرا 2010-01-13, 14:43 | |
| قبل أيام أكتسبت متعة مشاهدة سماع ومشاهدة المقدمة الأسطورية التي وضعها خالد الذكر الملحن محمد عبد الوهاب لأغنية أم كلثوم ( أنت عمري ) وهي تتمازج مع خصر المطربة الكولمبية شاكيرا ، التي ادت رقصة ايمائية ساحرة مع نغم تلك المقدمة المجنونة التي ظلت ومازالت تعيدنا الى خيال ازمنة الحلم والشوق والمتعة وسريالية بيوت الطين والبناطيل الاحادية الملبس ، أي بنطلون واحد ( لكل الفصول ).ليس بسبب موضه اخترعها سانت لوران، بل لأننا بسبب الفقر والعوز لانملك غير هذا البنطلون.
موسيقى اغنية عمري ، هي في تقديري واحدة من مميزات شرقية القرن العشرين ، وهي تصلح مزاجا لكل ثقافات الشعوب ،انها مسحة ضوء خلابة تهجس برقة ونعومة تشعرك بغياب الوقت في البدن والحاجة لمن تشتاق اليها ويواسيك على هذه البلوى ( الدبابة الامريكية ، تنظيم القاعدة ، ابدية الملوك ورؤوساء الجمهوريات على الكراسي ، الازمة المالية ، ثقافة الفضاءات وسحر ورموش مذيعات فوكس وروتانا وشرقية سعد البزاز ). انها مقدمة موسيقية للتيه في غياب اللحظة المشحونة بحلم امساك الزمن من العنق واعادته الى الوراء ، كمن يعيد ظل الانتظار تحت نافذة الحبيبة . ولهذا عندما ادت شاكيرا على وقائع هذا النغم الفرعوني رقصتها الامريكية الجنوبية الممزوجة بأصول المطربة الشرقية ، تاه كل شيء في رأسي ،ولم اعد اعرف إن كارل ماركس مدفوناً في مقبرة في لندن ، او في المقبرة الملكية بأعظمية بغداد ، واختلط لدي المعلوم في نية الفلقل الأحمر هل يريد حرق القلب ام اطراف اللسان فقط ..؟ حتى اني شككت في قدرة متصوفة جوامع القاهرة في امساك الضوء ، وتحويله الى دعابة فراش بين كليوباترا واحمد عدوية. لقد كانت شاكيرا ترينا وهج اللذة المرسوم على طيات بطنها الراقصة ......... انها دهشة الشعر عندما ترى في الخصر اشواق الحنين لكل ما تتمناه ،ولاادري لماذا شاكيرا تظهر بطنها مساحة مكشوفة للرائي ومتعته في كل اغانيها الراقصة ، حينها لم أعاتب غابريل ماركيز عندما اهداها مديحا اسطوريا واعتبرها واحدة من اجمل مشهيات العصر. كنت اشاهد انت عمري منحوتة كما الاهرامات على خاصرة شاكيرا فأطير كما حمام الدوح من حلب حتى البصرة بدون ان ادفع قرشا واحداً كرشوة ارضاء لموظف الحدود والجمارك. وربما انتبهت الى ملاحظة هي ليست مهمة ولكنها تخلق قرين الشوق مع التمتع بأداء هكذا نغم عجيب في المقدمة الموسيقية لأغنية انت عمري . فعندما ادتها سهير زكي باجادة السياسي الشاب في خطابه البرلماني ، لم تترك بطنها مكشوفة لإيحاء جنون العمدة ( أبو شنب ) الجالس امامها ، فقد غطتها بقماش شفاف لأغراء اكثر كما يفعل اغراء الخِمار على وجه المرأة المتسوقة في خان الخليلي او شارع الحمرا او سوق حمدية دمشق او كرادة بغداد او سوق ملوك العطر في مراكش. وانتبهت الى أن اي راقصة من ذلك العصر الملحمي لم تترك مساحة البطن مكشوفة،بل كان القماش الشفاف هو من يغطي هذه المنطقة الحساسة والاستراتيجية التي هي سبب كل التوترات بين الكوريتين ،وبين السوفيت والامريكان ، وطلبان وحميد كرزاي ...الخ . ومن ينتبه الى رقصة ذلك الرهط المدهش ( سامية جمال ، تحية كاريوكا ، ففي عبده ، نعيمة عاكف ، سهير زكي ، نادية لطفي في فيلم ابي فوق الشجرة ) يكتشف ذلك. هذا الأكتشاف الذي يقودنا الى الغرق في متعة الامنيات ونسيان هموم العولمة واغراءاتها ، كفيل بجعل هكذا مقطوعات ايدلوجية علاج شاف لكل العقد النفسية والمالية والحضارية التي تجتاح حياتنا ، فأنا مثلا شاهدت انت عمري على خصر شاكيرا وكأنني اشاهد مراهقتي وطفولتي والمعارك التي اجبرتني فيها الحرب لأكون جنديا عند الحافة الجنوبية من دمعة الوطن .بل ومع رقصة شاكيرا وضوء عينيها استعدت كل قراءاتي لروايات ماركيز ونجيب محفوظ وجدتي ( مشتهاية ) ، فوجدت ان الوعي مع مقدمة ( مهبولة ) مثل (انت عمري ) كفيل لكي يعيد الزمن الى الوراء كمن يعيد ثورا هائجاً الى حضيرته. انصحكم بالتفتيش عنها لتتمتعوا بشجن الموج عندما يطفح على زجاج خصر واحدة عذبة مثل البوظا الايطالية. وانصح نفسي لاستعيد مقالا شعريا قراءته انا ذات يوم عندما قرأت مقال ماركيز عن شاكيرا قبل اعوام بعنوان ( ماركيز يكتب عن شاكيرا وانا اكتب عن شاكيرا وماركيز ) :فاقراوه رحم الله آبائكم ..!: (( بهية أنت كبهاء الصبح بقرية عمري الأهوارية ،يصفك ماركيز بأنك كثمرة المانجو مليئة بفيتامينات الشعر وأن مراهقتك علمت ماجلان الدوران على نفسه ، وأن قلبك محطة إذاعة سوا ، وان أصابعك غيوم استوائية مطرت على الشطرة فأفتتح الرئيس محطة بث الأحزان من بلاد الرافدين..! نحن لانصفق يمنعنا البطريق من ذلك وبالرغم من هذا بورخس يقول : حين يمنعنا أحد من إظهار بهجتنا فأن قلوبنا تصفق.. .. القلوب تصفق تلك عبارة في غاية الرومانسية عبارة ولدت في برج الدلو حيث ولدت شاكيرا . نحن هنا في الجنوب نولد في أبراج الدجاج ، هذا قدرنا مع البيض المسلوق ، نعيش سفراتنا المدرسية عندما كانت اور وجه التأريخ ، وكانت أمي تطبخ الأمل بالفلس ، والفلس برأس الخس ، ورأس الخس بموسيقى شبعاد ، سترقص شاكيرا الليلة عندما انهي قصة ماركيز الطويلة...! هذا نص بعاطفة سومرية يعلق عليه الكاتب الكولومبي بأنه : تناص يستنكر رمي الرصاص الأغاني وحدها ينبغي أن تبقى تشيد أمل للثوار وأهل الكار ، وتطرد فلول الاستعمار ، وشاكيرا تصلح أن تكون قبعة لجيفارا أو سيكارا في فم الطيب لينين ، تصلح أن تكون قيثارا في يد فكتور جارا ، وحنجرة في حلق المنسيين من أبناء ظفار ، بأرض الأهوار جنوب المودة والأشعار .. تصلح أن تكون دمية في قرية صحراوية بأثيوبيا ، أو قرطا حديدا في أذن طفلة في الأمزون، أي كانت هي سفيرة وأميرة هكذا يقول ماركيز عنها..! لقد كتب عنها بحب وأنا اكتب عنهما بحب أيضا..! | |
|