مناحي ملازم جــو
عدد الرسائل : 64 العمر : 44 الموقع : هنـــــاك في السمــاء غير متواجد المزاج : مش عادي البلد : احترام قوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 24/08/2009
| موضوع: دموع التماسيح ودموع المطر ... 2010-01-11, 12:42 | |
| واحد من الأصدقاء كتب مرة يقول : كلما بكيت ..مطرت روحي . فيما كنت قد كتبت مرة : كلما مطرت ، فقراء المدن الكبيرة أنعشهم حزنهم . وأجمل ماقيل في المطر بيت شعر لشاعر داغستنان رسول حمزاتوف : ليس هناك موسيقى أجمل من المطر... يقترن المطر بالدمعة قبل أقترانه بموجةِ النهر ، وهو أقرب للمعطف من البرد ، ففي المطر ندثر تأملنا بمعاطف الذكريات ونحسبها لحظة لحظة ، والذي يقول ، المطر هو فم الوردة يعرف جيداً إن هذا الغيث مثل رسائل العشق خطوطه لاميل فيها وأفكاره واضحة ودموعه تحمل المعنى الحقيقي لمشاعرنا التي تهزها زلازل العمر وأعصايره وهي لاتشبه دمعة التماسيح ، إنها لاتمتلك المعنى ولا تريد أن تقول شيئاً بالرغم من أنها تسيل بصفاء يشبه نقطة ضوء على جنح فراشة.. تذكرني دموع التماسيح بالحاكم الظالم عندما يبكي ، بالمخادع ، بجلاد المقصلة ، بالمرأة التي تمتلك عُشاقاً كثر ، بذي الوجهين الذي يشبه ذي القرنين الذي حين وصلت منيته بابل بكى .فقالوا لماذا تبكي وانت تملك العلم كله ..؟ قال : لأنني أشعر بحقيقة ما ينهمر مني . قالوا : وما ينهمر ...؟ قال : دمعة الموت. تذكرني عبارة ( دمعة الموت )، بمواقف لا تنسى ، لحظة أيام كنا نرى الشظايا وهي تغور في أجساد الابرياء ،وكيف كانت دموع الورد تهطل عليهم بغزارة ومعها الف رجاء بأن لا تترك جثثهم على ارض المعركة بل عليها أن تهبط الى الجنوب لتشم هواءه للمرة الأخيرة ولتغسل وجوهها بمطر دموع الأمهات الثكالى والجزعات من مشاوير وبيانات الحرب التي لانعرف متى يقطع التلفاز برامجه ليذيعها. دمعة الموت هي اللحظة التي يستعيد فيها البشر كلما جرى في حياتهم ، لتحمل الكثير من هواجس الأمنيات والندم والتمني ، ليعود ظلال وطيف ما شاخ وكبر ، وكأن الدمعة هي من كتبت هذا البيت الشعري الخالد : إلا ليت الشباب يعود يوماً..فأخبرهُ بما فعل المشيب .. إذن دمعة الموت هي خلاصة للسيرة الذاتية التي تغلفنا بأزمنتها منذ سرير الولادة وحتى سرير النعش ، وفي هذا الزمن أشياء بحجم الأبرة واخرى بثقل الجبل وجميعها تسكن رؤوسنا. دمعة الموت هي تقديري أختاً بالرضاعة لدمعة الموت ..ولو أن دموع المطر هي بشارة خير لسقي ظمأ وردة الحديقة او سنبلة الحقل ، وربما أيضا تكون دمعة الموت بشارة خير لفردوس سماوي يتخلص فيه الإنسان من تعب اليوم الأرضي ومشاكله الهائلة ، وحتى في التضاد ،فقد تبعث هذه الدمعة صاحبها المشاكس الى جحيم الندم ، وقطرة المطر قد تتحول الى سيل أو اعصار يغرق كل شيء . هذا يعني إن دمعة الموت ودمعة المطر سلاح ذو حدين ، لكن دمعة التماسيح تبقى تمتلك هاجساً وفعلا واحداً، إنها دمعة لايطلقها القلب كما عند البشر بل تطلقها العيون. وهنا نأتي للحديث عن دمعة القلب ، هي تصفها امي بأنها الدمعة المصنوعة من خفقان القلب ولوعته ، وأعتقد إن هذه الدمعة هي من صنعت ملاحم العشق وطقس القبلة وأحمر الشفاه... وعليه خلاصة هذا الكلام ندرك إن دمعة التمساح هي دمعة السفاح ..ودمعة المطر هي دمعة الصباح ..وشتان ما بينهما..... | |
|